Duration 31:40

كيفَ ينزلُ البلاءُ على الشِّيعة ؟؟؟ Kuwait

122 watched
0
5
Published 24 Jan 2022

الرواية في غاية الأهمية إقرؤوها بتدبر إنها من سيد تقاسير علي وآل علي صلى الله عليه وآله : إنه تفسير إمامنا الحسن العسكري صلوات الله وسلامه عليه : 161 - قال أبو يعقوب يوسف بن زياد وعلي بن سيار (رض): حضرنا ليلة على غرفة الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام وقد كان ملك الزمان له معظما، وحاشيته له مبجلين، إذ مر علينا والي البلد - والي الجسرين - ومعه رجل مكتوف، والحسن ابن علي عليهما السلام مشرف من روزنته [2]. فلما رآه الوالي ترجل عن دابته إجلالا له. فقال الحسن بن علي عليهما السلام: عد إلى موضعك. فعاد، وهو معظم له، وقال: يا بن رسول الله، أخذت هذا، في هذه الليلة، على باب حانوت صيرفي، فاتهمته بأنه يريد نقبه [3] والسرقة منه. فقبضت عليه، فلما هممت أن أضربه خمسمائة [سوط] - وهذا سبيلي فيمن أتهمه ممن آخذه - [4] ليكون قد شقى [5] ببعض ذنوبه قبل أن يأتيني [ويسألني فيه] من لا أطيق مدافعته. فقال لي: اتق الله ولا تتعرض لسخط الله، فاني من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعة هذا الامام [أبي] القائم بأمر الله [6] عليه السلام. فكففت عنه، وقلت: أنا مار بك عليه، فان عرفك بالتشيع أطلقت عنك، وإلا قطعت يدك ورجلك، بعد أن أجلدك ألف سوط. وقد جئتك [به] يا بن رسول الله فهل هو من شيعة علي عليه السلام كما ادعى؟ فقال الحسن بن علي عليهما السلام: معاذ الله، ما هذا من شيعة علي عليه السلام، وإنما ابتلاه الله في يدك، لاعتقاده في نفسه أنه من شيعة علي عليه السلام فقال الوالي: الآن كفيتني مؤونته، الآن [1] أضربه خمسمائة [ضربة] لا حرج علي فيها. فلما نحاه بعيدا، قال: ابطحوه، فبطحوه وأقام عليه جلادين، واحدا عن يمينه، وآخر عن شماله، وقال: أوجعاه. فأهويا إليه بعصيهما [2] فكانا لا يصيبان استه شيئا إنما يصيبان الأرض. فضجر من ذلك، وقال: ويلكما تضربان الأرض؟ اضربا استه. [فذهبا يضربان استه] فعدلت أيديهما [3] فجعلا يضرب بعضهما بعضا ويصيح ويتأوه. فقال: ويحكما، أمجنونان أنتما يضرب بعضكما بعضا؟! اضربا الرجل. فقالا: ما نضرب إلا الرجل، وما نقصد سواه، ولكن تعدل أيدينا حتى يضرب بعضنا بعضا. قال: فقال: يا فلان ويا فلان حتى دعا أربعة وصاروا مع الأولين ستة، وقال: أحيطوا به، فأحاطوا به، فكان يعدل بأيديهم، وترفع عصيهم إلى فوق، فكانت لا تقع إلا بالوالي فسقط عن دابته، وقال: قتلتموني، قتلكم الله، ما هذا؟! فقالوا: ما ضربنا إلا إياه! ثم قال لغيرهم: تعالوا فاضربوا هذا. فجاؤوا، فضربوه بعد فقال: ويلكم إياي تضربون؟! فقالوا: لا والله، ما [4] نضرب إلا الرجل قال الوالي: فمن أين لي هذه الشجات [1] برأسي ووجهي وبدني، إن لم تكونوا تضربوني؟! فقالوا: شلت أيماننا إن كنا [قد] قصدناك بضرب. فقال الرجل للوالي: يا عبد الله أما تعتبر بهذه الألطاف التي بها يصرف عني هذا الضرب، ويلك ردني إلى الامام، وامتثل في أمره. قال: فرده الوالي بعد [إلى] بين يدي الحسن بن علي عليهما السلام. فقال: يا بن رسول الله، عجبنا [2] لهذا، أنكرت أن يكون من شيعتكم ومن لم يكن من شيعتكم، فهو من شيعة إبليس، وهو في النار، وقد رأيت له من المعجزات ما لا يكون إلا للأنبياء. فقال الحسن بن علي عليهما السلام: قل: أو للأوصياء. [فقال: أو للأوصياء]. فقال الحسن بن علي عليهما السلام للوالي: يا عبد الله إنه كذب في دعواه - أنه من شيعتنا - كذبة لو عرفها ثم تعمدها لابتلى بجميع عذابك له، ولبقي في المطبق ثلاثين سنة، ولكن الله تعالى رحمه لاطلاق كلمة على ما عنى [3] لا على تعمد كذب وأنت يا عبد الله، فاعلم أن الله عز وجل قد خلصه من يديك، خل عنه فإنه من موالينا ومحبينا، وليس من شيعتنا. فقال الوالي: ما كان هذا كله عندنا إلا سواء، فما الفرق؟ قال له الإمام عليه السلام: الفرق أن شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا، ويطيعونا في جميع أوامرنا ونواهينا، فأولئك [من] شيعتنا. فأما من خالفنا في كثير مما فرضه الله عليه فليسوا من شيعتنا. قال الإمام عليه السلام للوالي: وأنت قد [4] كذبت كذبة لو تعمدتها وكذبتها لابتلاك الله عز وجل بضرب ألف سوط، وسجن ثلاثين سنة في المطبق. قال: وما هي يا بن رسول الله ؟ قال: بزعمك [1] أنك رأيت له معجزات، إن المعجزات ليست له إنما هي لنا أظهرها الله تعالى فيه إبانة لحجتنا [2] وإيضاحا لجلالتنا وشرفنا، ولو قلت: شاهدت فيه معجزات، لم أنكره عليك، أليس إحياء عيسى عليه السلام الميت معجزة؟ أهي للميت أم لعيسى؟ أوليس خلق من الطين كهيئة الطير فصار طيرا بإذن الله [معجزة] أهي للطائر أو لعيسى؟ أوليس الذين جعلوا قردة خاسئين معجزة، أهي [3] للقردة؟ أو لنبي ذلك الزمان؟ فقال الوالي: أستغفر الله [ربي] وأتوب إليه. ثم قال الحسن بن علي عليهما السلام للرجل الذي قال إنه من شيعة علي عليه السلام يا عبد الله لست من شيعة علي عليه السلام، إنما أنت من محبيه، وإنما شيعة علي عليه السلام الذين قال عز وجل فيهم: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون). هم الذين آمنوا بالله ووصفوه بصفاته، ونزهوه عن خلاف صفاته، وصدقوا محمدا في أقواله، وصوبوه في كل أفعاله، ورأوا عليا بعده سيدا إماما، وقرما [4] هماما لا يعدله من أمة محمد أحد، ولا كلهم إذا اجتمعوا في كفة يوزنون بوزنه، بل يرجح عليهم كما ترجح السماء والأرض على الذرة. وشيعة علي عليه السلام هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم، أو وقعوا على الموت. وشيعة علي عليه السلام هم الذين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة وهم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم، ولا يفقدهم من حيث أمرهم. وشيعة علي عليه السلام هم الذين يقتدون بعلي في إكرام إخوانهم المؤمنين. ما عن قولي أقول لك هذا، بل أقوله عن قول محمد صلى الله عليه وآله، فذلك قوله تعالى: (وعملوا الصالحات) قضوا الفرائض كلها، بعد التوحيد واعتقاد النبوة والإمامة وأعظمها [فرضا] [1]: قضاء حقوق الاخوان في الله، واستعمال التقية من أعداء الله عزوجل . 📚تفسير الإمام العسكري عليه السلام📖 ص٢٥٧-٢٥٨-٢٥٩-٢٦٠ : طبعة الأعلمي .

Category

Show more

Comments - 0